* «العكبر».. تاريخ طبي حافل
* منذ العصور القديمة، استخدم الطب التقليدي لمختلف شعوب أنحاء العالم مادة «العكبر». ولا يزال كذلك حتى اليوم، ولفت أنظار الطب الحديث للبحث عن فوائده الطبية. واستخدمه الطب التقليدي لنفس السبب الذي من أجله يستخدمه النحل، أي في الوقاية من الميكروبات والقضاء عليها.
وكان أبقراط يصف وضع «العكبر» كمعجون لتغليف القروح والجروح بغية تسهيل شفائها والتئام حوافها، وتحدث الفيلسوف طاليس عن فوائده، واستمر أطباء الرومان في ذلك. وكذا الطب العربي القديم، وطب مناطق جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، وطب الشعوب القديمة لأميركا الوسطى واللاتينية، والطب الصيني القديم وطب مناطق روسيا وشمال آسيا القديمة.
والطريف أنه كان يستخدم كمادة حافظة تدهن بها أجزاء من الآلات الموسيقية القديمة، خاصة الأجزاء الخشبية والأوتار، لوقايتها من التلف أو تغيير النغمات الصادرة عنها.
وظل الباحثون الروس وفي أجزاء مختلفة من أوروبا الشرقية يتناولون هذه المادة بالبحث.. وتحديدا في عام 1930 أجرت المؤسسات البحث الطبي في روسيا الكثير من الأبحاث حول «العكبر» في جوانب المكونات الكيميائية والخصائص المضادة للميكروبات.
لكن في العالم الغربي، انحسر اللجوء إليها في بدايات القرن الماضي، كما تشير مصادر تاريخ الطب، إلى أن بدأت الأنظار تتجه إليه مجددا في ستينات القرن الماضي، بجهود أطباء من الدنمارك وفرنسا، وتحديدا دراسات الدكتور أغار لاند من الدنمارك، والدكتور ريمي شايفون من فرنسا. وفي ما بين عامي 1980 و1996، صدرت أكثر من 310 دراسات علمية عن «العكبر» للباحثين في العالم الغربي فقط. وفي التسعينات وبدايات القرن الحالي، تسارعت وتيرة البحث، وشملت الباحثين من اليابان والصين والبرازيل والأرجتين والعالم العربي، إضافة إلى أوروبا وأميركا الشمالية.
وإضافة إلى اهتمام الباحثين في المؤسسات الأكاديمية الطبية بمادة «العكبر»، تم إنشاء الكثير من مؤسسات البحث العلمي الخاصة بـ«العكبر».
وفي بريطانيا على سبيل المثال، تم في عام 1992 إنشاء مؤسسة «بيفيتال» (BeeVital) لأبحاث «العكبر»، وتنال الدعم المادي المباشر من الحكومة البريطانية، وتتعاون مع جامعة أكسفورد وجامعة مانشستر وجامعة ستراثكلايد وغيرها من الجامعات البريطانية. وصدرت عنها عشرات الدراسات حول «العكبر». وتقوم في الوقت الحالي مؤسسة «بيفيتال» بمشروع لمدة ثلاث سنوات بالتعاون مع جامعة ستراثكلايد الاسكوتلندية حول الخصائص الكيميائية والطبية لمادة «العكبر».
* النظرة الطبية لـ«العكبر»
* وفق تصنيف اللجان العلمية لـ«قاعدة البيانات الشاملة للطب الطبيعي» (Natural Medicines Comprehensive Database) التابعة لوزارة الصحة بالولايات المتحدة، يتم تصنيف فعالية أي نوع من وسائل العلاج الطبي الطبيعي، للأعشاب والمنتجات الحيوانية وغيرها، إلى ست درجات، أعلاها «فعّال» (Effective) وأدناها «غير فعّال» (Ineffective)، وذلك حسب نتائج المرجعيات العلمية لمجمل الدراسات والأبحاث المتوافرة حول تلك الوسيلة العلاجية. ومادة «العكبر» كما تشير نشرات هذه المؤسسة الطبية الأميركية «من المحتمل أن تكون فعالة» في معالجة قروح هيربس الأعضاء التناسلية (Genital herpes)، وتحديدا، مرهم «العكبر» بنسبة 3% أكثر فاعلية من مرهم عقار «إيسيكلوفير» بنسبة5%، في سرعة التئام القروح الفيروسية تلك. وكذلك تلك المادة «من المحتمل أن تكون فعالة» في تسريع التئام التهابات الفم وتخفيف ألمها.
والمجالات العلاجية المطروحة للبحث العلمي هي جدوى «العكبر» في:
• معالجة الالتهابات الميكروبية للجروح والحروق والقروح الجلدية.
• حساسية الجلد.
• صدفية الجلد.
• قروح وجروح والتهابات الفم واللثة.
• قرحة المعدة.
• اضطرابات الجهاز الهضمي.
• التهابات الأمعاء.
• معالجة الأورام السرطانية، خاصة سرطان الحلق والأنف.
• رفع مستوى مناعة الجسم.
• علاج درن السل.
• خفض الكولسترول.
• علاج نزلات البرد.
• حماية خلايا القلب بعد الجلطات القلبية.
• حماية الجهاز التناسلي لدى الرجال من مضاعفات الالتهابات الميكروبية.
وبالنسبة لهذه الجوانب الطبية، تقول المؤسسة الطبية المتقدمة الذكر «نحتاج إلى مزيد من البراهين العلمية لتصنيف درجة فاعلية العكبر للاستخدام الطبي في هذه الحالات».. وتضيف «يبدو أن العكبر لديه فعالية في مقاومة البكتيريا والفيروسات والفطريات، كما يبدو أن لديه قدرة على مقاومة عمليات الالتهابات وتسريع التئام جروح الجلد». ومن ناحية الأمان، تقول «لا يعرف أن للعكبر تفاعلات تتعارض مع أي من الأدوية أو أي من الأطعمة، ومع هذا يجب استشارة الطبيب قبل استخدامه للعلاج».